يكتب أتلانتيك كآونسل أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أعلنت اليوم بدء عملية إعادة تفعيل عقوبات "السناب باك" على إيران بسبب برنامجها النووي، في خطوة تهدف إلى الضغط على طهران للعودة إلى المفاوضات مع واشنطن. جاء هذا الإعلان بعد توقف المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية أكثر من شهرين عقب حرب قصيرة استمرت اثني عشر يومًا بين إيران وإسرائيل، خلاله قصفت الولايات المتحدة ثلاثة من منشآت إيران النووية.

ذكرت أتلانتيك كآونسل أن وزراء خارجية الدول الثلاث، المعروفة بمجموعة E3، أعلنوا أن العقوبات الأممية على إيران، التي علّقت بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، ستعود إلى التنفيذ بعد ثلاثين يومًا بسبب ما وصفوه بعدم التزام طهران الواضح والمتعمد بالاتفاق النووي.

أكد روب ماكير أن توقيت هذه الخطوة جاء مرتبطًا بالمواعيد النهائية للاتفاق، وأن هذه الفرصة الأخيرة لتفعيل العقوبات. وأوضحت كيمبرلي دونوفان أن الاتفاق ينتهي في أكتوبر، وهو ما يعني أن مجلس الأمن قد يعتبر القضية النووية الإيرانية مغلقة بعد ذلك. وأشار آلان بينو إلى أن هدف الأوروبيين من هذه العقوبات الضغط على إيران لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة لتقييد برنامجها النووي ومنعها من امتلاك السلاح النووي.

أضاف المقال أن إيران لم تلتزم بالاتفاق لسنوات، وأن تفعيل آلية "السناب باك" يعتبر خطوة إيجابية من الأوروبيين للحفاظ على الإطار الوحيد لمراقبة برنامج إيران النووي.

فيما يتعلق بالخطوات المقبلة، ذكر روب أن الأوروبيين سيحاولون إقناع الولايات المتحدة بالمشاركة في أي مفاوضات بواقعية واتساق، لزيادة فرص النجاح. وتوقع أيضًا أن تستخدم إيران وروسيا والصين الخطاب الإعلامي للادعاء بنفاق الأوروبيين بسبب استخدامهم رافعة العقوبات، مع محاولات لتقويض الأساس القانوني لهذه الخطوة، رغم أن القضية قانونيًا واضحة لصالح E3.

توقع روب أن تسعى إيران لإظهار أن العقوبات الجديدة ستؤدي إلى نتائج أسوأ في منع الانتشار النووي للغرب، بما في ذلك احتمال تقوية عدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو حتى تهديدها بالخروج من معاهدة منع الانتشار النووي، وهو أمر غير مرجح لتجنب مزيد من العزلة الدولية.

أوضح آلان بينو أن هذه الإجراءات قد تزيد من الصراع بين المتشددين والمصلحين داخل إيران بشأن النهج المتبع تجاه الغرب بعد الحرب الأخيرة، مؤكدًا أن المتشددين ما زالوا يتمتعون بالأفضلية حاليًا. وأضاف أن المرشد الأعلى علي خامنئي أظهر في السابق بعض المرونة عندما شعر بخطر يهدد بقاء النظام، وقد يدفعه تهديد "السناب باك" للسماح للمصلحين باستكشاف خيارات لتخفيف التوترات النووية والإقليمية.

أشار روب ماكير إلى أن هناك فرصة ضئيلة للغاية لتحقيق تقدم مفاجئ خلال الثلاثين يومًا القادمة، لكن الولايات المتحدة وE3 لا يجب أن تعتمد على هذا الاحتمال، إذ أن إيران ترفض علنًا التراجع تحت الضغط.

ختم المقال بالتأكيد على أن الضغط الأوروبي الحالي يهدف إلى إعادة إيران إلى الحوار النووي، وأن نجاح هذه الجهود يعتمد على الموقف المتسق والدقيق للأطراف الدولية، وعلى استعداد طهران للتفاوض بشكل جاد لتجنب مزيد من العقوبات والتصعيد الدولي.

https://www.atlanticcouncil.org/content-series/fastthinking/will-european-pressure-bring-iran-back-to-the-table-for-nuclear-talks/